السبت 27 أبريل 2024 مـ 11:42 مـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة المواطن المصري

«قومي البحوث» يحدد الممارسات الغذائية الصحية السليمة خلال شهر رمضان

المركز القومي للبحوث
المركز القومي للبحوث

حدد علماء وباحثو المركز القومي للبحوث عددًا من الممارسات الغذائية الصحية السليمة خلال شهر رمضان المبارك، خاصة أن الصيام فرصة جيدة للجسم للتخلص من الدهون المترسبة في الدم وإنقاص الوزن، بجانب الوقاية من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقال أستاذ التغذية بقسم التغذية بالمركز الدكتور حسن حسونة - خلال فعاليات الصالون العلمي الذي نظمه قسم التغذية وعلوم الأطعمة بالتعاون مع إدارة النشر والإعلام بالمركز - إن الصيام يحدث تغييرات إيجابية في "ميكروبيوم" الأمعاء أي زيادة في البكتيريا النافعة، وتجمع البكتيريا والكائنات الدقيقة الأخرى التي تعيش بالجهاز الهضمي، وتساعد الجسم على معالجة ما يستهلكه من غذاء وشراب.
وأضاف أن الصيام له أثر إيجابي أيضًا على البكتيريا الأكثر شيوعًا لحالات التسمم الغذائي، منوهًا بأن الصيام يزيد من خلايا الدم الحمراء والبيضاء، وعدد الصفائح الدموية، وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL-C) ويقلل من نسبة الكوليسترول منخفضة الكثافة في الدم، والدهون الثلاثية كما يعمل على تطهير وتقوية بطانة الأمعاء.
وأوضح أن الصيام يساعد على تحفيز عملية التطهير الذاتي التي تسمى الالتهام الذاتي، حيث تزيل الخلايا الجزيئات التالفة والخطيرة، كما يزيد من معدل التمثيل الغذائي، ويخفض مستويات السكر في الدم ويعزز جهاز المناعة.
وأكد ضرورة أن يكون تناول وجبتي الإفطار والسحور بطريقة صحية سليمة لتجنب الجوع والعطش والجفاف خاصة بالجو الحار والتوتر العصبي نتيجة الخلل في توازن الأملاح والمعادن والكسل الذى يشكو منه البعض، مع الحرص على تناول وجبة إفطار تتميز بتنوع وتوازن العناصر الغذائية؛ لأن ذلك يفيد في عدم حدوث خلل في التمثيل الغذائي.

نصائح طبية لمرضى الأمراض الصدرية في رمضان
من جانبها.. قدمت أستاذ مساعد التغذية الطبية بالمركز سوزان فؤاد سليمان مجموعة من النصائح الطبية لمرضى الأمراض الصدرية في رمضان، موضحة أن الأمراض الصدرية هي الأمراض التي تؤثر على الرئتين أو الأعضاء المسئولة على التنفس مما يؤثرعلى كمية الأكسجين التي يحتاجها الجسم.
وقالت إن كل الخلايا في الجسم تحتاج للأكسجين لتعمل بكفاءة ومعدل التنفس الطبيعي للإنسان البالغ من 12-16 نفسًا في الدقيقة، لافتة إلى أن معظم مرضى الصدر لديهم مشكلة تتعلق بارتجاع المرئ والتهابات جدار المعدة، وبالتالي الصوم يساهم في حدوث تحسن كبير بالتهابات جدار المعدة والذى ينعكس على حالة الشعب الهوائية والرئتين.
وأشارت إلى مساهمة الصيام في تنشيط الدورة الدموية بالجسم والرئتين وبالتالي تتحسن أداء وظائف الرئتين ورفع نسبة الأكسجين بالدم، مطالبة كل مريض لم يسمح له الطبيب بالصوم بأن يمتثل لتعليمات الطبيب حفاظًا على صحته.
وأوصت مرضى الأمراض الصدرية بضرورة التوقف عن التدخين والشيشه نهائيًا، وتجنب التدخين السلبي مع التهويه الجيده للمنازل وتجنب التعرض للملوثات مثل الغبار والدّخان والمواد الكيميائية والروائح النفاذه مثل البخور مع ممارسة التمارين الرياضية البسيطة أو المشي.
وأكدت أهمية تجنب الإصابة بأي عدوى ويكون ذلك بالحرص على أخذ تطعيم الإنفلونزا الموسميه سنويًا، وعدم الجلوس في الأماكن المزدحمة، ودعم النظام الغذائي لتقوية الجهاز المناعي بتناول الأطعمة الطازجة والخضروات والفاكهة يوميًا، وشرب كمية كافية من الماء والسوائل مع تجنب الأطعمة المحفوظة والمصنعة.

صيام الفئات الحساسة في رمضان
وحول صيام الفئات الحساسة في رمضان، قالت الدكتورة ضحى عبده محمد أستاذ كيمياء حيوية التغذية ورئيسة قسم التغذية بالمركز إن تلك الفئات تشمل الأطفال والمرأة الحامل والمرضع وكبار السن، موضحة أن الحامل من أهم الفئات الحساسة التي يجب استشارة الطبيب قبل أخذ القرار بصيام رمضان من عدمه، حيث أن قرار الصيام بالنسبة لها يعتمد على حالتها الصحية وأيضًا مدى تأثر الجنين بالصيام في حاله وجود أي أمراض مصاحبة للحمل.
وأضافت أن المرأة الحامل التي تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني من أي أمراض يمكن أن تصوم رمضان دون خوف على صحتها وصحة الجنين ولا يؤدي صومها إلى حدوث نقص في وزن الجنين أو طوله أو حتى خطر حدوث ولادة مبكرة، وذلك في حالة تناولها لوجبات غذائية صحية ومتكاملة.
وتابعت أنه يمكن أن يكون هناك فوائد للصيام بالنسبة للمرأة الحامل مثل تقليل مستويات السكر والكوليسترول في الدم، وتقليل ضغط الدم، منوهة بأنه بالنسبة لصيام المرأة المرضع خلال رمضان، فأن تأثير الصيام على الرضاعة الطبيعية يعتمد على عوامل مختلفة منها عمر الطفل ونموه وتغذية الأم وحالتها الصحية.
ونصحت المرضعات للأطفال البالغ عمرهم حتى 6 أشهر بعدم الصوم؛ لأن الرضاعة الطبيعية في هذا العمر تشكل النظام الغذائي الأساسي للطفل، وربما النظام الغذائي الوحيد، قائلة: "يجب على النساء المرضعات التأكد من تناولهن نظامًا غذائيًا متوازنًا ما يصل إلى 500 سعر حراري إضافة إلى الكمية اليومية العادية الموصي بها للمرأة البالغة وهي 2000 سعر حراري، مع الإكثار من الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالمعادن والكالسيوم".
وأوصت بالإكثار من شرب الماء والسوائل خلال فترة الإفطار، فالسوائل مهمة للرضاعة وتعوض عن ساعات الصيام الطويلة بالنهار ويفضل تقسيمها خلال ساعات المساء (من الإفطار وحتى السحور) وشرب السوائل تدريجيًا، والابتعاد عن الكافيين والمشروبات المحلاة فهما يسببان الجفاف والعطش.

أهم النصائح لصيام الأطفال في رمضان
وحول أهم النصائح لصيام الأطفال في رمضان، أكدت الدكتورة ضحى عبده أن قرار السماح بصيام الأطفال يعتمد بشكل أساسي على عدة عوامل منها سن الطفل، وحالته الصحية والنفسية، وعامة لا ينصح بصيام الأطفال، خاصة صغار السن (أقل من 10 سنوات) إذ أن الأمر قد يؤثر على نموهم.
وأشارت إلى أهم الاحتياطات الواجب مراعتها لصيام الأطفال ومنها إتباع نظام غذائي متوازن خلال رمضان بحيث يضمن تناول الطفل جميع العناصر الغذائية الأساسية والضرورية لنموه، وأن يشمل الغذاء المعادن والفيتامينات المختلفة.
وشددت على ضرورة أن يحصل الطفل على السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمه بحيث لا يكون صيام رمضان سببًا لنقص في الطاقة عند الطفل، وتوفير الكمية اللازمة من السوائل للطفل بعد ساعات الصيام لمنع الجفاف أو الإمساك.
ونصحت بتأخير وجبة السحور قدر الإمكان للأطفال كي تكون قريبة من موعد بدء الصوم لأهميتها في منح الطفل الطاقة اللازمة لمساعدته على تحمل الصوم، على أن تشمل كل العناصر الغذائية وبشكل خاص عنصر الكالسيوم الضروري لنمو العظام والمتوفر بمنتجات الألبان والبروتين من البيض والجبن والفول، والنشويات التي تزود الجسم بالطاقة مثل الخبز ويفضل الخبز بالحبوب الكاملة.

الاحتياطات الواجب مراعاتها في تغذية كبار السن في رمضان
وبالنسبة لصيام كبار السن في رمضان، قالت إنه لا يوجد حد لسن الصيام، وقد يستمر الكبار الأصحاء في الصيام ولكن يحتاجون إلى رعاية خاصة في شهر رمضان من جميع النواحي بما فيها نوعية الطعام التي يجب أن يتناولونها، وقد لا يتمكن كبار السن الذين يعانون من المرض من الصيام لأنه قد يكون أكثر ضررًا على صحتهم.
وحددت الأشخاص الذي يمكن أن يؤثر الصيام على صحتهم من كبار السن وهم المصابون بداء السكري ومرضى الكلى والقلب، بجانب كبار السن المعرضون لخطر السقوط، ولذا من الأفضل استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام..مؤكدة أهمية دعم كبار السن الذين نصحهم الطبيب بعدم الصيام فقد يتأثرون نفسيًا ويصابون بحالة من الاكتئاب.
وأوصت بضرورة الاعتناء بتغذية كبار السن في رمضان، فقد يؤدي تناول الطعام بكميات أقل من المعتاد إلى انخفاض مستوى الطاقة عند كبار السن وزيادة فرصة الإصابة بسوء التغذية، لافتة إلى أهمية توفير وجبات غذائية متكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية.
ولفتت إلى أهم الاحتياطات الواجب مراعاتها في تغذية كبار السن في رمضان، ومنها تناول الماء وبعض التمر للحصول على مصدر سريع للطاقة ولترطيب الجسم في بداية الإفطار، وتناول الكربوهيدرات المعقدة من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات لأنها تؤدي إلى الإحساس بالشبع لوجود الألياف الغذائية وأيضا لها مؤشر ارتفاع سكر قليل مقارنة بالدقيق الأبيض والمخبوزات العادية.
وأكدت أهمية تناول البروتينات الخالية من الدهون ذات النوعية الجيدة وتناول الأسماك على الأقل مرتين إسبوعيًا خاصة المكريل والسلمون والتونة لمحتواها من الأحماض الدهنية أوميجا-3 والمهمة لصحة الجسم بصفة عامة والقلب والمخ بصفه خاصة.
كما أوصت بالحد من تناول الدهون المشبعة أو المهدرجة والسكر وتقليل تناول الملح والأطعمة المملحة مثل المخللات، وتجنب تناول الحلويات الرمضانية قدر الإمكان واستبدالها بالفواكه، وتناول وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور، وكوب من الزبادى أو اللبن في السحور كمصدر مهم للكالسيوم للحفاظ على صحة العظام ويفضل الزبادي المدعم بالبروبيوتيك لما لها من دور صحي ومفيد للجهاز الهضمي والجسم بصفه عامة.
وشددت على ضرورة تجنب الكافيين لأنه مدر للبول، ويمكن أن يؤدي التبول في كثير من الأحيان إلى الجفاف، حيث يفقد الجسم الماء عن طريق البول إلى جانب الحرص على النوم بالقدر الكافي وممارسة رياضة خفيفة بعد الإفطار.