السبت 27 أبريل 2024 مـ 09:47 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة المواطن المصري

إطلاق مرحلة جديدة من حملة «أنت أقوى من المخدرات»

التضامن
التضامن

أطلقت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، مرحلة جديدة من حملة «أنت أقوى من المخدرات»، تحت عنوان «المخدرات هتجرك للنهاية.. ما تربطش نفسك بيها.. أنت أقوى من المخدرات»؛ لرفع الوعي بخطورة الإدمان وتعاطي المواد المخدرة.

وخلال فعاليات إطلاق حملة «أنت أقوى من المخدرات»، تم استعراض أهداف الحملة ونتائجها المتحققة على مدار المراحل السابقة وعرض فيديو عن المرحلة الجديدة، وذلك في إطار تنفيذ الخطة القومية لمكافحة تعاطى المخدرات، حيث تضم المرحلة الجديدة للحملة إعلان لرفع الوعي بخطورة تعاطي المواد المخدرة.

خطر كبير

وصرحت القباج، بأن قضية المخدرات أصبحت خطرًا يُهدد السلم المجتمعي بشكل مقُلق في الآونة الأخيرة، وهي الخطر الأشد فتكًا بحاضر المجتمعات الإنسانية ومستقبلها في الوقت الراهن، كونها تستهدف النشء والشباب بصورة أساسية، مُخلفة ورائها العديد من الآثار السلبية سواء أكانت اجتماعية أو نفسية أو صحية أو اقتصادية وتنامي اقترانها بالعديد من الجرائم والعنف والسلوك العدواني، لافتة الى أن المخدرات التخليقية برزت كعامل أساسي للعنف؛ وهي أنواع تختلف عن نظيراتها الطبيعية في كونها أشد تأثيرًا وأقوى فتكًا، وبدأ تداولها وظهورها مُنذ قرابة قرن من الزمان كمُشتقات من المورفين في عشرينيات القرن الماضي، ثم الأمفيتامينات والمنشطات الشبيهة بها، وبحلول عام 2021 تم رصد أكثر من 1000 مادة من هذه المواد التخليقية ذات التأثير على الحالة النفسية في أكثر من 120 دولة.

وأضافت وزيرة التضامن الاجتماعي، أنه منذ أيام قليلة شارك صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بمؤتمر رفيع المستوى للجنة الدولية للرقابة على المخدرات بالأمم المتحدة، وشارك في فعالياته أكثر من 2000 مُشارك يمثلون أكثر من 150 دولة ليعبروا عن مخاوف غير مسبوقة تجاه هذا الاقتران الملحوظ بين مُشكلة المخدرات والجريمة وتغير نمط الجرائم ودرجة وحيثياتها، كذلك الزيادة الملحوظة في أعداد الوفيات الناتجة عن تعاطي هذه المخدرات.

وأوضحت: «أننا حرصنا على أن يُخاطب إعلان هذا العام فئات متنوعة هي الأكثر عرضة لخطر المخدرات مثل الشباب والفتيات والحرفيين والسائقين المهنيين في سياق درامي للأثر المُخيف والممتد لمشكلة المخدرات عليهم ودخولهم لدائرة مُغلقة من العواقب الوخيمة، وتجسيد مخاطر المخدرات وآثارها للأطفال والنشء في إطار درامي جذاب يسعى لبناء حواجز نفسية لديهم يرتطم بها أي مساعٍ أو فضول للتجربة أو بدء تعاطي المواد المخدرة، كذلك كسر دائرة الإنكار لدى العديد من الأسر تجاه مشكلة المخدرات واستدعاء مخاطرها ووضعها بدائرة اهتمامهم، لاسيما أن 60% من مرضى الإدمان يعيشون لسنوات مع أسرهم دون اكتشاف الوالدين لتعاطي أبنائهم».

تطوير حملة «أنت أقوى من المخدرات»

وأكدت القباج، أنه تم استطلاع رأي هذه الفئات بشأن الحملة قبل إطلاقها ومعرفة تأثيرها عليهم، وتم تطوير الحملة في ضوء آرائهم ومُقترحاتهم لضمان تعظيم أثر الحملة علي هذه الفئات، وأنه مع القناعة الكاملة بقدرة الإعلام والدراما على تشكيل فكر ووجدان أطفالنا وشبابنا وتوجيه وتقويم السلوك في إطار غير مباشر وجذاب؛ خصوصًا في قضية التعاطي والإدمان التي يستقي 72% من الشباب معلوماتهم بشأنها من الإعلام؛ لاسيما الدراما المصرية وفقًا لبحث أجراه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان عام 2017 لذلك تم تطبيق أكبر برنامج وقائي شمل خلال هذا العام الدراسي وحده ما يقرب من 9 آلاف مدرسة من خلال لقاءات الاتصال المُباشر، وأدلة العمل التدريبية، شارك فيه ما يقرب من 3 آلاف متطوع، إضافة إلى تكثيف برامج الوقائية داخل المناطق المطورة «بديلة العشوائيات»، ضمن تكليفات رئيس الجمهورية لوزارة التضامن بتنفيذ برامج الحماية من المخدرات بالمناطق السكنية الجديدة، وتم تأسيس وتشغيل 8 عيادات مجتمعية داخل هذه المناطق، بجانب تنفيذ الأنشطة التوعوية داخل 750 قرية من القرى المستهدفة من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» في إطار مبادرة «قرية بلا إدمان»، وتشغيل 8 بيوت للتطوع بالجامعات تمثل رافدًا لجذب المتطوعين والذين وصل عددهم حاليًا إلى 33 ألف متطوع، كما اختارت الأمم المتحدة تجربة الوقاية للصندوق كأحد التجارب الرائدة التي تم عرضها بمؤتمر الأمم المتحدة هذا العام.

الكشف عن المخدرات للعاملين بالجهاز الإداري

وعلى صعيد الكشف المبكر عن المخدرات للعاملين بالجهاز الإداري للدولة، أشارت القباج إلى انخفاض نسب التعاطي من 8% عام 2019 إلى 1% حاليًا، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية لمراكز علاج الإدمان، حيث قام صندوق مكافحة الإدمان بمُضاعفة عدد الآسرة الحكومية خلال السنوات الأربعة الماضية، ووصل عدد المراكز العلاجية الشركة والتابعة إلى 30 مركزًا علاجيًا، وبلغ عدد المُترديين على العلاج ما يقرب من 170 ألف مُتردد سنويًا، كما تستعد الحكومة حاليًا لإطلاق الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات (2024 – 2028) برعاية كريمة من رئيس الجمهورية وهي الخطة التي أعدها صندوق مكافحة الإدمان بالتعاون مع كل الجهات المعنية، ويُمثل المكون الإعلامي أحد أهم محاورها.

تراجع مشاهد تعاطي المخدرات

وتوجهت، بالشكر لصُناع الدراما هذا العام، وللشركة المُتحدة للخدمات الإعلامية، لدورها البارز في الحد من مشاهد التعاطي في دراما شهر رمضان؛ حيث أظهرت نتائج المرصد الإعلامي للصندوق تراجع مشاهد التعاطي لتصل إلى 0.3%، بينما وصلت مشاهد التدخين إلى أقل من 3% من إجمالي المشاهد الزمنية للدراما في أول 10 أيام من دراما رمضان هذا العام، بعدما كانت مشاهد التدخين والمخدرات تصل إلى 13% في عام 2014 من إجمالي المساحة الزمنية لدراما شهر رمضان.

الحملات الإعلامية «أنت أقوى من المخدرات»

واستعرض الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزير التضامن الاجتماعي ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، الأثر المجتمعي لسلسلة الحملات الإعلامية «أنت أقوى من المخدرات»، مُؤكدًا أن الإعداد لهذه الحملات له منهجية علمية من خلال تحديد مدى انتشار وتفاقم مشكلة التعاطي واستطلاعات الرأي عن المفاهيم المغلوطة، حيث إن فلسفة الحملة تعتمد على تفنيد المفاهيم المغلوطة عن تعاطى المخدرات والتنوع في الفئات المستهدفة.

ولفت عثمان، إلى أن الحملة ساهمت في زيادة عدد المتقدمين للعلاج من الإدمان من خلال الخط الساخن 16023 إلى 400%، وبلغت طلبات العلاج 170 ألف مريض «جديد ومتابعة» خلال 2023، بعد أن كانت 35 ألف مريض خلال 2014، بما يشير إلى تأثير الحملة في رفع الوعي بخطورة الإدمان، وأيضا الثقة في الخدمات المقدمة من جانب الصندوق، كما حققت الحملة أكثر من 165 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل تراكمي خلال مراحلها السابقة، كما أحدثت صدى أيضًا على المستوى الدولي، حيث تم عرضها كأحد قصص النجاح في المؤتمرات الدولية، كما حصلت الحملات على المركز الثالث على المستوى الدولي في مسابقة دبي للأعمال الإبداعية.

وأضاف، أن تحليل بيانات المتقدمين للعلاج من خلال الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان تعتبر مُرشدًا للوضع لمشكلة التعاطي، وتواكب تنامي الطلب على العلاج، حيث تم التوسع في تقديم خدمات العلاج والتأهيل من خلال 30 مركز علاجي في 19 محافظة مقارنه بـ12 مركزًا علاجيًا في 7 محافظات عام 2014.