الأربعاء 1 مايو 2024 مـ 01:40 صـ 21 شوال 1445 هـ
بوابة المواطن المصري

شركات شحن تتجنب البحر الأحمر وتراقب قناة السويس.. تفاصيل

الشحن البحري
الشحن البحري

أعلنت وكالة «إس أند بي جلوبال» في تقرير لها، أن بعض شركات الشحن البحري تتجنب السفر عبر الشرق الأوسط، وتترقب أي إشارة على زيادة حركة المرور عبر قناة السويس، في ظل ارتفاع عدد الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن بالآونة الأخيرة، مع تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان سلامة أطقم العاملين.

شركات شحن تتجنب البحر الأحمر وتراقب قناة السويس.. تفاصيل

وأشارت الوكالة حسب تعليق ديفيد لوسلي، الأمين العام لمجلس "بيمكو" (Bimco)، وهي منظمة لقطاع الشحن البحري، في 10 ديسمبر، إلى أن بعض شركات الشحن تتحاشى المنطقة تماماً؛ وتفضل السفر حول أفريقيا عوضاً عن ذلك، ما يطيل مدة رحلتها بنحو أسبوعين، ويزيد الانبعاثات الناجمة عنها.

جاء ذلك على هامش قمة «تشكيل مستقبل الشحن البحري»، التي أقيمت بمتحف المستقبل في دبي، حيث أوضح الأمين العام لمجلس "بيمكو"، أن المخاطر زادت على الشحن البحري في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، التي يمر عبرها نحو 10% من التدفقات العالمية من النفط المنقول بحراً، في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحماس، بعدما أعرب الحوثيون المدعومون من إيران، في اليمن عن دعمهم للفلسطينيين.

تعرض حاملات سيارات وناقلات نفط وناقلات بضائع جافة لهجمات الحوثيين

وبحسب تقرير وكالة «إس أند بي جلوبال»، فقد تعرضت مجموعة كبيرة من السفن التجارية، تشمل حاملات سيارات وناقلات نفط وناقلات بضائع جافة، لهجمات الحوثيين، ما دفع القوات البحرية وخفر السواحل إلى إصدار تحذيرات بشأن الحاجة الواضحة إلى الأمن. وسبب ذلك ارتفاع أسعار الشحن عبر الناقلات في المنطقة، فضلاً عن معدلات التأمين، لكن التغيير الأكبر كان تغيير مسار السفن، بحسب لوسلي.

وكان أحدث هذه الهجمات في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، عندما تعرضت ناقلة نفط تجارية لهجوم بصاروخ "كروز" أطلق من منطقة يمنية يسيطر عليها "الحوثيون" قرب باب المندب، ما تسبب في وقوع أضرار ونشوب حريق بالسفينة، وتبنى الحوثيون الهجوم.

تحسباً لهجوم يُشن عبر المروحيات تم تشديد الإجراءات الأمنية

كما ذكر التقرير أنه تم اتخاذ إجراء آخر لضمان سلامة الأطقم العاملة عبر زيادة عدد المراقبين، تحسباً لهجوم يُشن عبر المروحيات، كما جرى في أحد الحوادث. وقال لوسلي: "لا يوجد عدد كافٍ من الأشخاص على سطح تلك السفن، ومع حجمها الكبير، توجد مساحة واسعة لهبوط المروحيات"، وفق "إس أند بي".

ومن ناحيتها، قالت غرفة الشحن الدولية (International Chamber of Shipping)، في بيان نُشر في 29 نوفمبر على موقعها الإلكتروني، إن "الهجمات تمثل انتهاكاً صارخاً من القوات شبه العسكرية في اليمن للقانون الدولي وقواعد الملاحة والشحن البحري. وإنها مقتنعة تماماً بمواصلة تعزيز الهيكل الأمني البحري الموسع في المنطقة، لضمان عدم تعرض أي سفن أخرى وأطقمها لتلك الاعتداءات".

وتصدر "هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية" (UK Maritime Trade Operations) إنذارات دورية تحذر السفن، وقتما تصلها تحذيرات بشأن تحرك نظم جوية غير مأهولة أو طائرات بدون طيار في المنطقة.

شركات الشحن تترقب ظهور أي دليل على ازدحام أكبر في قناة السويس

وفي غضون ذلك، تترقب شركات الشحن ظهور أي دليل على ازدحام أكبر في قناة السويس، التي يمر عبرها 19 ألف سفينة سنوياً.

في حوار بقمة الشحن البحري في 10 ديسمبر، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "إم آي إس سي غروب" (MISC Group) الماليزية، القبطان راجالينغام سوبرامنيام، إن تأثير الهجمات على قناة السويس سيمثل مصدر قلق للكل، "(القناة) لم تتأثر على حد علمنا. المصدر الرئيسي للقلق لا يُفترض أن يكون الازدحام، بل أمن وسلامة موظفينا. يجب أن تُعطى الأولوية لحق المرور السالم، وهذا ما يجب على الكل حمايته".

علمًا أن أسطول "إم آي إس سي" يضم أكثر من 100 سفينة، مملوكة ومستأجرة، بما يشمل ناقلات الغاز الطبيعي المُسال، والإيثان، والنفط، والمنتجات، ونظم الإنتاج العائمة، ووحدات تخزين الغاز المسال العائمة.

وقال إن الشركة تعهدت في وقت سابق من العام الجاري بعدم شراء سفن جديدة إلا تلك المُجهزة لاستخدام أنواع الوقود البديل، مثل الغاز الُمسال أو الأمونيا.

وتجدر الإشارة إلى أن سوبرامانيام، قال باد دار، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة "إم إس سي ميديترينيان شيبينج" (MSC Mediterranean Shipping)، المختص بالسياسة البحرية والشؤون الحكومية، سبق وصرح لـ"إس آند بي جلوبال كوموديتي إنسايت" (S&P Gobal Commodity Insights) في 9 ديسمبر: "نراقب الوضع عن كثب. ونركز بشكل خاص على طبيعة أحدث الهجمات التي قد تكون- أو لا تكون- لها علاقة مباشرة بما نعتبرها الأهداف المقصودة. لا شك أنها ستؤثر بدرجة ما، مع الاعتبارات التشغيلية الحالية لقناة السويس، على مستقبل شبكات (الشحن)".

وفيما يتعلق بإذا كان بمقدور شركات الشحن تجنب منطقة الشرق الأوسط أم لا، علق: «هناك بعض الخطوات التي يمكن لشركات الشحن اتخاذها من الناحية التشغيلية، اعتماداً على مكاني المُرسل والمستلم، لكن توجد بعض الأماكن لا تمكن خدمتها إلا عبر طريق واحد، مثل باب المندب، ما قد يمثل استثناءً. قدر المرونة التي قد تملكها يعتمد في الحقيقة على التجارة التي تعمل بها».

وتابع: «مدى تأثير الهجمات على التأمين البحري ما يزال غير محسوم. علينا مراقبة ذلك في الفترة المقبلة».

موضوعات متعلقة