الأربعاء 1 مايو 2024 مـ 02:32 صـ 21 شوال 1445 هـ
بوابة المواطن المصري

إغلاق البحر الأسود يمحو ثلث صادرات أوكرانيا من الحبوب

إتفاقية الحبوب
إتفاقية الحبوب

تراجعت صادرات أوكرانيا من المحاصيل بواقع الثلث منذ إغلاق موانئها على البحر الأسود الشهر الماضي، في دلالة على نجاح جهود الكرملين لعرقلة تصدير الجمهورية السوفييتية السابقة للمواد الغذائية.

يمثل التراجع انتكاسة كبيرة لاقتصاد أوكرانيا والأمن الغذائي العالمي، حتى مع تخصيص الاتحاد الأوروبي مليار يورو لبناء طرق بديلة منذ بداية الغزو الروسي.

قالت الولايات المتحدة هذا الأسبوع إنها تعمل مع شركاء أوروبيين للحفاظ على تدفق صادرات الحبوب، معتمدين على أنهار مثل نهر الدانوب وغيرها من الطرق بعد أن أصبح الممر البحري غير آمن.

الممرات المائية والحلول البديلة

قالت إفغينيا سليبتسوفا، كبيرة الاقتصاديين في "أكسفورد إيكونوميكس" (Oxford Economics): "القضية الرئيسية هي الموانئ النهرية". لكن زيادة الأحجام عبر هذه الممرات قد تكون صعبة. بدأت روسيا الآن في قصف "إسماعيل وريني"؛ وهما ميناءان على امتداد نهر الدانوب تعرّضا لهجمات الأسبوع الماضي.

لم تتمكن أوكرانيا سوى من تصدير 3.2 مليون طن من الحبوب والزيوت النباتية والمواد الغذائية في الأسابيع الأربعة حتى 15 أغسطس، انخفاضاً من 4.4 مليون طن في مايو، و4.8 مليون في يونيو عندما كان اتفاق البحر الأسود ما يزال سارياً، وفق تقديرات "أوكر أغرو كونسالت" (UkrAgroConsult) للتحليلات. يتوقع حالياً أن تتضخم مخزونات المحاصيل حتى العام المقبل، في ظل توقعات بوفرتها، وتعذّر وصولها للسوق إلى حد بعيد.

حتى في زمن الحرب؛ ما تزال أوكرانيا مصدراً مهماً للحبوب على مستوى العالم، فقد ساعد اتفاق البحر الأسود الذي انسحبت منه روسيا في 17 يوليو على تهدئة أسعارها العالمية، والحفاظ على وصولها إلى المستهلكين. تستفيد تجارة الحبوب الروسية من ضعف الصادرات الأوكرانية. فصادراتها من المحاصيل تنتعش، ويتوقع أن تشكل نحو ربع تجارة القمح العالمية في موسم 2023-2024.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن موانئ بلاده تعرضت بالفعل لسبع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ في غضون شهر من انهيار اتفاق الحبوب، مما يشير إلى مدى صعوبة العثور على حلول وبدائل موثوقة.

عقبات لوجستية

ثمة عقبات لوجستية أيضًا؛ فوصول بعض الشحنات إلى نهر الدانوب يستغرق حالياً أربعة أضعاف الوقت الذي كان عليه قبل شهر بسبب الاختناقات الملاحية، بحسب أليكس ليسيتسا، عضو مجلس إدارة نادي الأعمال الزراعية الأوكراني.

كما يؤدي التأخير وقلة أحجام الشحن إلى ارتفاع تكاليف النقل. وقالت أولينا فورونا، مديرة العمليات في "أغروتريد غروب" ( Agrotrade Group) الموردة للحبوب، إن شركتها أعادت توجيه التدفقات بالكامل إلى موانئ الدانوب والسكك الحديدية حتى قبل انهيار صفقة الحبوب، لكن تكاليف النقل ارتفعت بما يصل إلى 50%.

قالت ليسيتسا: "في كثير من المناطق، يرجح أن يفكر المزارعون في الحد من زراعة العروة الشتوية، لأن الأسعار التي تعرضها السوق لا تغطي التكاليف".

في غضون ذلك، قالت الشركة المشغلة للسكك الحديدية الأوكرانية إن أوقات الانتظار عند المعابر الحدودية باتجاه الدول الأوروبية تتراوح حالياً بين 5-6 أيام. قال رئيسها يفهين لياشينكو لـ"بلومبرغ" إنها تستعد لزيادة الصادرات عبر السكك الحديدية.

قد لا يكون هذا الأمر كافياً للحيلولة دون تباطؤ أوسع نطاقاً. فقد تنخفض صادرات الحبوب والبذور الزيتية في أوكرانيا بمقدار الربع في النصف الثاني من العام مقارنة بالنصف الأول، وفقاً لـ سليبتسوفا من "أكسفورد إيكونوميكس".