مدبولي: تطوير المناهج عملية مستمرة والذكاء الاصطناعي سيكون مادة دراسية بالثانوية العامة

أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن عملية تطوير المناهج التعليمية هي عملية ديناميكية مستمرة لا تتوقف، ولا ترتبط بوزير بعينه .. مشيرًا إلى أن العلم يشهد تطورًا متسارعًا يومًا بعد يوم، خاصة مع بروز مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يستوجب أن تتطور المناهج الدراسية بشكل متواصل لتواكب هذا التغير السريع في مختلف فروع المعرفة.
وأوضح مدبولي، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده اليوم الثلاثاء في حدائق تلال الفسطاط، أن هناك تخصصات علمية بدأت تندثر، وأن المناهج التعليمية حول العالم أصبحت مختلفة عما كانت عليه من قبل، حيث لم تعد الكليات مقتصرة على تخصصات تقليدية كالطب والهندسة، بل ظهرت البرامج البينية التي تجمع بين أكثر من مجال دراسي لتنتج تخصصات جديدة تتماشى مع احتياجات العصر.
وقال رئيس الوزراء إن تطوير المناهج يسير بالتوازي مع جهود الدولة في حل مشكلات الكثافات الطلابية وعجز المعلمين .. مشيرًا إلى أنه خلال العامين الماضيين تم تجاوز هذه الأزمة بشكل كبير، وأصبحت متوسطات الكثافة أقل من 50 طالبًا في الفصل بعد أن كانت تتجاوز 100 طالب في بعض المدارس قبل سنوات.
وأضاف مدبولي أن نسبة الحضور في المدارس تجاوزت 88%، وهو ما يعكس انتظام العملية التعليمية، مؤكدًا أن حضور الطلاب وانتظامهم يمثل الخطوة الأولى في مسار تطوير التعليم، لأن التعلم داخل المدرسة وسط الزملاء والمعلمين لا يمكن مقارنته بالتعلم الفردي في المنزل.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن خطة تطوير المناهج في مرحلة الثانوية العامة ستشهد إدخال مادة الذكاء الاصطناعي كأحد المقررات الدراسية الأساسية، موضحًا أن المادة ستكون ضمن مواد النجاح والرسوب، مع إمكانية احتسابها في المجموع العام لاحقًا.
وأوضح أن وزارة التربية والتعليم تتعاون مع إحدى أكبر المنظمات اليابانية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والبرمجة، لتدريب الطلاب على مهارات البرمجة وتصميم البرامج، بما يتيح لهم اكتساب ثقافة رقمية متكاملة تؤهلهم للتعامل مع لغة العصر.
وأكد مدبولي أن تطبيق نظام البكالوريا الجديد يعد جزءًا من عملية التطوير الشامل للمنظومة التعليمية، موضحًا أنه يهدف إلى إنهاء "كابوس الثانوية العامة" الذي كان يمثل مصدر قلق دائم للأسر المصرية.
وتابع "في النظام الجديد، يدرس الطالب عددًا أقل من المواد، ويركز على التخصصات التي يرغب في الالتحاق بها في الجامعة، كما يحصل على أكثر من فرصة للنجاح، حتى لا يكون مستقبله مرهونًا بامتحان واحد فقط" .. مشيرًا إلى أن هذا النظام سيقضي تدريجيًا على حالة الرعب المرتبطة بالثانوية العامة خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأكد رئيس الوزراء أن تطوير التعليم والمناهج هو عملية متكاملة تشمل البنية التحتية، والمعلمين، والمحتوى الدراسي، والتكنولوجيا التعليمية، بهدف إعداد جيل قادر على التعامل مع متطلبات المستقبل بثقة وكفاءة.