تنفيذ 91% من المرحلة الأولى… مصر تبدأ اختبار أنظمة الربط الكهربائي مع السعودية
أكد مصادر مسئولة من داخل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الوزارة بدأت تنفيذ الاختبارات الخاصة بالمهمات والأنظمة في المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي بين مصر والمملكة العربية السعودية، وتشمل هذه الاختبارات الكابلات، وأجهزة التحكم، والأبراج، وأجهزة الاتصال.
وأوضحت المصادر أن نسب إنجاز المرحلة الأولى من المشروع تخطت 91% حتى نهاية الأسبوع الأخير من أغسطس الجاري، مشيرة إلى أن هذا الربط مع السعودية يُمثل خطوة استراتيجية نحو تكامل الشبكات الكهربائية على المستوى الإقليمي، وتعزيز أمن الطاقة في المنطقة.
تبادل قدرات كهربائية تصل إلى 1500 ميجاوات للمرحلة الأولى
ووفقًا للمصادر، ستتيح المرحلة الأولى تبادل قدرات كهربائية تصل إلى 1500 ميجاوات من إجمالي طاقة كلية للخط تبلغ 3000 ميجاوات، فيما تتجاوز التكلفة الاستثمارية للمشروع 1.8 مليار دولار.
وأضافت أن الشركة المصرية لنقل الكهرباء تتابع بشكل دوري الأعمال التنفيذية الجارية، إلى جانب التنسيق مع الشركات المنفذة لبقية الحزم والمراحل.
ويعتمد المشروع على إنشاء 3 محطات محولات رئيسية عالية الجهد: الأولى في شرق المدينة المنورة، والثانية في تبوك بالسعودية، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة، على أن تربط بينها خطوط هوائية يصل طولها إلى نحو 1350 كيلومترًا، إضافة إلى كابلات بحرية، ويتولى التنفيذ تحالف يضم 3 شركات عالمية.
وأكدت المصادر أن الجانبين يسعيان إلى الإسراع في استكمال التنفيذ، نظرًا لكون المشروع يحظى باهتمام خاص من القيادتين المصرية والسعودية لتعزيز موثوقية واستقرار الشبكات الوطنية، وتحقيق الاستفادة المثلى من القدرات المتاحة للتوليد.
ربط بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة
وبيّنت أن خط الربط يستهدف استغلال الفارق في توقيت ذروة الاستهلاك بين الشبكتين، بما يتيح تعظيم الاستفادة من القدرات الإنتاجية في البلدين، وتقليل استهلاك الوقود، وتحقيق تشغيل اقتصادي للشبكات.
كما شدّدت على أن المشروع يُعد ربطًا بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة، ويمثل نواة لمشروع ربط كهربائي عربي متكامل في المستقبل، بما يفتح الباب أمام إنشاء سوق عربية موحدة للكهرباء والطاقة، وهو ما يضمن استقرار التغذية الكهربائية وزيادة اعتمادية الشبكات، إلى جانب تحقيق عوائد اقتصادية وتنموية مهمة.
مشروعات ربط كهربائي مع الأردن والسودان وليبيا
وأشارت إلى أن مصر نفذت بالفعل مشروعات ربط كهربائي مع الأردن والسودان وليبيا، في إطار خطتها للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، كما تمضي في استكمال الربط مع السعودية، وتدرس مشروعات مستقبلية مع اليونان وقبرص، إلى جانب مشروع آخر للربط مع العراق عبر الأردن.
يُذكر أن اتفاق إنشاء المشروع بين مصر والسعودية يعود إلى عام 2012، وتوجت المباحثات باتفاق نهائي في أكتوبر 2021 مع الشركات الفائزة بتنفيذ المناقصات المطروحة من جانب سلطات الكهرباء في البلدين. ويساهم في تمويل المشروع كل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، البنك الإسلامي للتنمية، إضافة إلى الموارد الذاتية للشركة المصرية لنقل الكهرباء.
