مندوب فلسطين بالجامعة العربية يثمن الموقف المصري التاريخي الرافض لتهجير سكان غزة

ثمن السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، الموقف المصري التاريخي الرافض لتهجير سكان قطاع غزة.
وقال السفير - في لقاء مع قناة (إكسترا نيوز) الإخبارية في (ستوديو إكسترا) اليوم الثلاثاء - "نُثمن الموقف المصري التاريخي، الذي جعل مصر في صدارة الدول المُستهدفة إسرائيليًا؛ بسبب تمسكها بالقضية الفلسطينية، ونثق تمامًا أن مصر، قيادة وشعبًا، لن تسمح بتمرير هذا المخطط، نثق بأن مصر قيادة وشعبًا بمثابة حائط صد ضد تهجير سكان غزة".
وأضاف "أن محاولات تهجير الشعب الفلسطيني لا تستهدف تصفية القضية الفلسطينية فقط، بل تمثل أيضًا تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري والعربي.. مصر مستهدفة ضمن هذا المخطط" مشددًا على أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن نواياه تجاه تغيير الشرق الأوسط تؤكد أن الأمر لا يتعلق فقط بفلسطين، بل يمس استقرار الإقليم بأكمله.
وأشار العكلوك إلى أن موقف مصر الواضح والثابت، الذي أعلنه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ بداية جريمة الإبادة الجماعية في غزة، برفض التهجير وتصفية القضية، كان له دور محوري في منع تهجير الفلسطينيين حتى الآن، مشددا على أن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، داعيًا إلى دعم مصر عربيًا وإسلاميًا حتى تظل قوية قادرة على مواجهة هذا الاستهداف الإسرائيلي الممنهج.
وتابع بالقول: "إن ما يعرف بمؤسسة غزة الإنسانية في الحقيقة عنوان مضلل" مشيرا إلى أن إسرائيل حولتها من وسيلة مزعومة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أداة حرب وإبادة جماعية ومصيدة موت، موضحا أن من يريد الحصول على الطعام لأطفاله أو إنقاذهم من الجوع؛ يضطر للسير ما بين 4 إلى 10 كيلومترات على الأقدام، ليصل في النهاية إلى ما يشبه "حظائر الماشية"، ويكون عرضة للقنص والقتل، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن هذه ليست مؤسسة إنسانية، بل لعبة موت صممت من أجل تصفية الفلسطينيين جوعًا، مشددًا على أن هذا المشروع يهدف بشكل أساسي إلى القضاء على دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تم تفويضها من قبل الأمم المتحدة لتقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين.. مشيرا إلى أن أكثر من 75% من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي فإن أي مساس بالأونروا يعد تهديدا مباشراً إلى حياتهم ووجودهم.
وأردف العلكوك أن "الوقت يمر من دم بالنسبة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث تعمل إسرائيل على تنفيذ هدف يومي يتمثل في قتل أكثر من 100 فلسطيني، وفي حال لم يتحقق هذا العدد في يوم معين تعوّضه في اليوم التالي، مما يعكس نمطًا ثابتًا من القتل الجماعي المتعمد".. مضيفا أن العدوان الإسرائيلي تخطى أكثر من 650 يومًا متواصلًا، ارتكبت خلاله إسرائيل جرائم إبادة جماعية لم يشهدها التاريخ الحديث، وسط تواطؤ دولي وصمت بعض القوى المؤثرة.
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية والحكومة تعملان ليل نهار عبر القنوات الدبلوماسية، في محاولة لوقف نزيف الدم الفلسطيني ووقف إطلاق النار وإنقاذ ما تبقى من المدنيين، مشيرًا إلى أن أكثر من 90 بعثة دبلوماسية فلسطينية حول العالم تتحرك بشكل متزامن لكشف فظائع الاحتلال، وفضح المعايير المزدوجة التي تتبعها بعض الدول، والتي تدّعي احترام حقوق الإنسان بينما تتغاضى عن الجرائم في غزة.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني ينتظر اليوم الذي يعلن فيه وقف إطلاق النار الحقيقي، مشيرًا إلى أن الكرامة والحق في الحياة باتا مهددين يوميا، وأن صبر الفلسطينيين ليس دليلًا على الضعف، بل على صلابة صمودهم في وجه آلة القتل الإسرائيليةن مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر مروعة بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 60 ألفًا وأصيب أكثر من 140 ألفًا، موضحا أن الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر من المعلن، نظرًا لانهيار المنظومة الصحية وتدمير البنية التحتية بالكامل، بما فيها شبكات الاتصالات والمراكز الطبية.
وأوضح المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، أن إسرائيل تسعى بعد كل هذا الدمار لتحقيق انتصار سياسي؛ لأن الآلة العسكرية مهما بلغت قوتها لا يمكن أن تكتمل فاعليتها ما لم تترجم نتائجها ميدانيًا إلى مكاسب سياسية ودبلوماسية، مشيرا إلى أن الاحتلال قدم خرائط تفصيلية ضمن مفاوضات غير مباشرة، توضح رغبة إسرائيل في الاستيلاء على نحو 40% إلى 50% من قطاع غزة، بما يشمل شمال القطاع بالكامل الشريط الشرقي وجنوب غزة "رفح وخان يونس"، وهو ما يعد محاولة مكشوفة لإخراج غزة من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، كما يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كما أكد أن الاحتلال ألقى أكثر من 100 ألف طن من المتفجرات على رؤوس الفلسطينيين الأبرياء، ما يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، ومثالا صارخا على استخدام القوة العسكرية لإحداث تغييرات ديموغرافية وسياسية في قطاع غزة.
ولفت إلى أن القيادة الفلسطينية رغم حجم المأساة، تتمسك بحق الشعب الفلسطيني في أرضه، وتواصل التصدي للمخططات الإسرائيلية سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو القانونية، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي مطالب بتحمّل مسؤوليته، ووقف محاولات فرض أمر واقع جديد على حساب الدم الفلسطيني.
وأرجع استهداف إسرائيل للأونروا إلى عرقلة تقديم الخدمات الأساسية من غذاء وماء ودواء للفلسطينيين، كجزء من جريمة الإبادة الجماعية والقضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين، التي تمثل ركيزة أساسية في قضايا الحل النهائي، معتبرًا أن إسرائيل ترى في الأونروا عدوا مباشرا.