الإثنين 6 مايو 2024 مـ 10:11 مـ 27 شوال 1445 هـ
بوابة المواطن المصري

باستثمارات 380 مليون دولار.. تفاصيل إنشاء مشروع مشترك لإنتاج وقود الطائرات المستدام

إنتاج وقود الطائرات المستدام
إنتاج وقود الطائرات المستدام

مشروع مشترك لإنتاج وقود الطائرات المستدام .. يسعى قطاع البترول جاهدًا للقيام بدوره نحو تأمين مصادر الطاقة فى مصر بمفهومه الشامل إلى جانب استمرار تأمين احتياجات السوق المحلى ومشروعات التنمية من المنتجات البترولية والغاز الطبيعى يسير القطاع وفق استراتيجية متكاملة لخفض الانبعاثات، ولهذا فهو ينفذ عددا من المشروعات الخاصة باسترجاع غازات الشعلة وتحسين كافة استخدامات الطاقة بالإضافة إلى إجراءات خفض انبعاثات غاز الميثان، مما يسهم فى تحقيق أهداف التعهد العالمى للميثان الذي أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن انضمام مصر إليه خلال قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى فى يونيو 2022، كما يقوم قطاع البترول بالتوسع فى إنتاج الطاقة المتجددة بشركات قطاع البترول، مما ساهم فى توفير الغاز الطبيعي والسولار المستخدم في توليد الكهرباء.

تفاصيل إنشاء مشروع مشترك لإنتاج وقود الطائرات المستدام

ومن ناحيته، أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، خلال مشاركته بفعاليات مؤتمر ومعرض مصر الدولى السابع للطاقة «إيجبس 2024» بحضور الرئيس السيسى، أنه فى مجال البتروكيماويات الخضراء تواصلت جهود تنفيذ مشروع إنتاج الألواح الخشبية من قش الأرز ومن المخطط بدء التشغيل خلال الربع الثانى من العام الجارى، لافتا إلى أنه يتم دراسة تنفيذ مشروع لإنتاج وقود الطيران المستدام.

وفى هذا الصدد، يعتزم عدد من رجال أعمال مصريين من القطاعين الحكومى والخاص لدراسة إنشاء مشروع مشترك لإنتاج وقود الطائرات المستدام باستثمارات متوقعة 380 مليون دولار، حيث يعد المشروع أحد أهم مشروعات القيمة المضافة التى يتم العمل على تنفيذها حاليًا، ويضع مصر فى مقدمة الدول التي تنفذه فى المنطقة ويعزز فرص الاستثمار فى مجال توطين التكنولوجيات الحديثة المستخدمة عالميًا مما يحقق عائد على الاقتصاد القومي، بالإضافة إلى أنه يهدف إلى تلبية جزء من الاحتياجات المتنامية لشركات الطيران الوطنية والعالمية والتى ستلتزم وفقًا للقوانين الدولية بضرورة استخدام نسبة من وقود الطائرات المستدام تبدأ من 2% فى يناير 2025 وتصل إلى 70% بنهاية 2050.

ويأتى ذلك فى ضوء التوجه العالمى للتحول للطاقات الخضراء والتزام الدولة المصرية بتطبيق القوانين والمعاهدات الدولية التى تهدف إلى الحفاظ على البيئة وتماشيًا مع استراتيجية الدولة للتحول التدريجى نحو الاقتصاد الأخضر.

وكشف مصدر مسئول عن تفاصيل ذلك المشروع الضخم، مؤكدًا أن الطاقة الإنتاجية للمشروع تقدر بـ120 ألف طن سنوياً، حيث يشتق وقود الطائرات المستدام، وهو بديل الكيروسين الأحفوري الذي يشغِّل توربينات الطائرات النفاثة، من مجموعة متنوعة من المكوّنات بدءاً من زيوت النفايات والدهون إلى محاصيل السكر وبعض الأشجار والأعشاب.

وأشار إلى أبرز المشاركين في المشروع حيث سيضم كل من « الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات الحكومية، وشركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات (أنربك) الحكومية، وإحدى الشركات الخاصة العاملة فى مصر، دون الإفصاح عن اسمها».

مشروع مشترك لإنتاج وقود الطائرات المستدام

كما نوه المصدر بأن إحدى النقاط المحفزة لتصنيع وقود الطيران المستدام تتمثل بأنه يوفر طريقة لإحراز تقدم فوري نحو خفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، كما يتمّ تصنيعه دون استخراج المزيد من الوقود الأحفورى، ويُمكن مزج وقود الطائرات الصديق للبيئة مع وقود الطائرات العادي دون حاجة لتغيير محركات الطائرات.

وأوضح أنه من المرتقب الانتهاء من إعداد الدراسة التمويلية للمشروع أبريل المقبل، حيث تشمل اقتراض 280 مليون دولار من الخارج، على أن يقام المشروع على أرض تابعة لشركة «أنربك»، لافتًا إلى أنه جارى العمل على دراسة جدوى المشروع، وإمكانية تأسيس شركة جديدة لإنتاج وقود الطائرات المستدام بالشراكة بين وزارة البترول والثروة المعدنية ممثلة فى الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات وشركات القطاع الخاص حيث تقدر الطاقة الإنتاجية للمشروع بـ 120 ألف طن سنوياً من منتج وقود الطائرات المستدام وذلك باستخدام زيت الطعام المستخدم والمتوفر محلياً كمادة خام أساسية اعتماداً على أحدث التكنولوجيات العالمية فى هذا المجال حيث يعمل هذا الوقود على خفض انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 90% من الوقود التقليدى .

وأكد أنه من المستهدف بدء العمل فى المشروع بنهاية 2026، ومن المقرر أن تستحوذ الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات على 70 % من رأسمال المشروع، فيما تحصل «أنربك» على 15%، والشركة الخاصة 15%.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك 24 مصنع فقط لوقود الطائرات المستدام حول العالم مما يجعله أحد المجالات الجاذبة استثمارياً، وبالتالى أعرب المستثمرين بالمشروع عن تطلعهم لزيادة استثماراتهم بمصر خاصة فى مجالات خفض الانبعاثات والتحول الرقمى وإنتاج الهيدروجين وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة وغيرها من المجالات الهامة.