رئيس شعبة الذهب: تأجيل معرض «نيبيو» لإعادة الترتيب وضمان نسخة أقوى في 2026

كشف المهندس هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، عن الأسباب الحقيقية وراء تأجيل معرض “نيبيو” الدولي للذهب والمجوهرات في دورته الرابعة، بعد نجاح أربع دورات متتالية منذ انطلاقه عام 2021.
وأكد ميلاد أن القرار ليس إلغاءً كما تردد، بل تأجيل مدروس يهدف إلى “إعادة الترتيب والتطوير لضمان خروج النسخة المقبلة من المعرض بالصورة اللائقة بصناعة الذهب المصرية”.
قال ميلاد في تصريحات تلفزيونية، إن فكرة “نيبيو” بدأت كحلم بين صُنّاع الذهب في مصر، الذين لطالما شعروا بالغيرة الإيجابية من دول تمتلك معارض عالمية مثل إيطاليا وتركيا وهونغ كونغ، بينما تمتلك مصر تراثًا فنيًا وصناعيًا عريقًا في مجال الذهب دون منصة دولية تبرز قدراتها.
وأضاف: “كنا بنسافر نحضر معارض في كل دول العالم ونشوف المنتجات العالمية، وكان السؤال الدائم.. ليه مصر مش موجودة رغم إننا بلد الذهب من أيام الفراعنة؟ من هنا بدأنا نحلم بمعرض يليق بتاريخنا ومهارتنا الحرفية”.
وأوضح أن معرض “نيبيو” انطلق رسميًا في فبراير 2021 بمشاركة نحو 30 مصنعًا محليًا فقط، لكنه سرعان ما تحول إلى حدث دولي كبير يستقطب شركات ومصممين من الخارج، وأصبح بمثابة “واجهة مشرفة لصناعة الذهب المصرية” التي تجمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة.
أكد رئيس الشعبة خلال اللقاء أن وزارة التموين والتجارة الداخلية كانت الداعم الأول للمعرض منذ انطلاقه، باعتبارها الجهة المشرفة على مصلحة الدمغة والموازين، بينما وفّرت وزارة المالية ومصلحة الجمارك التسهيلات اللازمة لدخول العارضين الأجانب ومشاركاتهم، موضحًا أن “الدولة كانت وما زالت شريكًا حقيقيًا في نجاح فكرة المعرض”.
وأضاف ميلاد أن “نيبيو” لم يكن مجرد فعالية تجارية، بل مشروع وطني هدفه الترويج لصناعة الذهب المصرية ووضعها على الخريطة الإقليمية والدولية كمركز إنتاج وتجارة معتمد في الشرق الأوسط.
الأسباب الحقيقية وراء التأجيل
وحول قرار تأجيل الدورة الرابعة، أوضح المهندس هاني ميلاد لـ الصنايعية أن “الحديث عن إلغاء المعرض غير صحيح تمامًا”، مضيفًا أن التأجيل “جاء بعد تقييم شامل للظروف السوقية وتذبذب أسعار الذهب عالميًا ومحليًا، بالإضافة إلى تضارب المواعيد مع أجندة المعارض الدولية الكبرى”.
وأشار إلى أن هناك مقترحًا لإقامة الدورة الجديدة في مايو 2026، إذا توافرت الظروف التنظيمية الملائمة، مؤكدًا أن “النية موجودة والعزيمة أقوى من أي عقبات، لأن نيبيو أصبح صناعة قائمة بحد ذاته وليست مجرد معرض سنوي”.
وفي رده على ما يتردد عن وجود محاولات لعرقلة المعرض، قال ميلاد بلهجة حاسمة:“أكيد في أعداء نجاح، وده طبيعي في أي مشروع ناجح، سواء من جهات داخلية أو خارجية مش عايزة تشوف مصر واقفة على رجليها في صناعة الذهب. لكن إحنا مكملين بدعم الدولة وبدعم صُنّاع الذهب الحقيقيين”.
وأوضح أن بعض الدول المنافسة ترى في “نيبيو” تهديدًا مباشرًا لمكانتها في سوق الذهب الإقليمي، مؤكدًا أن مصر تمتلك ميزة فريدة لامتلاكها الصناعة والتجارة معًا، في حين أن بعض الدول الأخرى تعتمد على التجارة فقط دون إنتاج فعلي.
استعرض ميلاد أبرز ما تحقق خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن “نيبيو” ساهم في تحريك سوق التصدير لأول مرة منذ سنوات، بعد إعفاء صادرات المشغولات الذهبية من رسوم الدمغة وضريبة القيمة المضافة بالتعاون مع وزارة المالية.
وقال: “إحنا قدمنا مذكرات لوزارة المالية علشان المشغولات الذهبية تدخل ضمن برنامج دعم الصادرات، والحمد لله فيه تجاوب رسمي كبير، لأن المعرض خلق حركة حقيقية في الصناعة وجذب مستثمرين من الصين وتركيا والهند للتصنيع داخل مصر”.
وأضاف أن هذه التطورات جعلت مصانع عالمية تبدي استعدادها للاستثمار في مصر، مشيرًا إلى أن “البلد أصبحت وجهة آمنة ومستقرة سياسيًا واقتصاديًا، وده خلا الكل يبص لنا كمركز إقليمي لصناعة الذهب”.
اختتم ميلاد حديثه لـ برنامج الصنايعية قائلاً:“تأجيل نيبيو مش نهاية، بالعكس دي بداية جديدة بنرتب فيها لتنظيم أقوى، ونستعد لدورة تاريخية تليق باسم مصر. المعرض ده حلم اتولد وكبر، وواجبنا نحافظ عليه لأنه مشروع وطني قبل ما يكون معرض تجاري”.
وأكد أن الهدف النهائي هو أن تصبح القاهرة عاصمة الذهب في الشرق الأوسط، وأن يكون “نيبيو” منصة دائمة تجمع بين الصناعة والفن والاستثمار، مضيفًا أن “الدعم الحكومي القوي من وزارة التموين والمالية واتحاد الغرف التجارية يؤكد أن الدولة تؤمن بدور هذه الصناعة في دعم الاقتصاد الوطني”.

